فهب إليها جامعي الغنائم أفواجاً تتلوها أفواج .. وكلما دخلها فوجٌ تحولوا من غُزاةٍ إلى حُماة
فنتدبوا لها الرُسل والمبلغين ليحرضوا الطمع في نفوس القاعدين لعلهم يلحقون بركب الغُزاة
تتسع كلما أزداد غُزاتها فترامت بهم أطرافها وشاع صيتُها في مشارق الأرض ومغاربها
لما لا وهي غَناء بكل أنواع الكنوز .. فكنوزها لا تفنى وعطائها لا ينضب وتقولُ لمن أخذ منها
هل من مزيد ؟
تاريخُها عريق ومستقبلها مجيد فقد كانت ملاذ البشر منذُ النشأةُ الأولى وستكون ما دام البشر
تناوب على سلطانها عبر القرون سلاطينٌ تقوى عروشهم وتهتز بقوة تلك المدينة وضعفها
فتسابقوا الى تمكين سلطانها وبسط نفوذها .. ولكن دوام الحال من المحال
فكما كانت سبباً لنهوض الأمم فقد كانت أيضاً سبباً لسقوط الدول وبزوغ أخرى وهكذا
وقد كان لنا المسلمين اليد الطولى في بعض الفترات فتسيدنا العالم في القرون الوسطى عندما مكنا لهذه المدينة سلطانها
وعندما سقطت المدينة بيد غيرنا من الغُزاة سقطت دولتنا وسقطنا قبلها
وما زلنا نذرف الدمع على أطلال ذلك المجد التليد
ليس لنا الأن في هذا العصر إلا الحظ اليسير من تلك المدينة
ونحاول إستردادها ممن سلبوها منا ولا زالت محاولاتنا خجوله وما زال غُزاتنا على أبوابها لم يدخلوا قِلاعِها ولم يتسيدوا شيءً من حصونها .
مدينةٌ حرضنا عليها دستورنا المستمد من القرأن والسُنه ولكننا عنها بغيرها لاهون
أيا تلكَ الكريمةُ إنني .. مــن تركـي لـكِ فـي خجل
فانبأي الأجـداد عني .. إستعضتُ ربيعهم بالمحل
لسنا على شيء عندما تركناك وما زلنا كذلك وسنبقى
يا مدينة العلم
إلا أن يشاء الله
كتبت الأن لروعة إحساس